عادة ما يرتبط ذكر كلمه الطفوله بصورة الحياة البسيطة، المفرحة الخالية من اي نوع من انواع الضغوط والتوتر، حياة مليئة باللعب والبراءة، بعيدا عن أشكال القلق والمشاكل الاجتماعية المتعددة.
الاطفال في وقتنا المعاصر يعانون أشكالا عديدة من التوتر والضغوط بسبب المواقف المختلفة ومن ضمنها الواجبات المدرسية والامتحانات الدراسية والرغبة في ان يكون الطفل متفوقا دائما، بالإضافة للمشاكل الاسرية كالعنف الاسري والطلاق وتوتر العلاقات بين الوالدين.
= أسباب إضافية للتوتر
إن المشاهد المزعجة التي يشاهدها الطفل على التيلفزيون من كوارث طبيعية أو حروب يمكن أن تؤثر سلبا عليه وتحفز عنده الشعور بالقلق والتوتر، وإذا كان لا بد من مشاهدة كل هذا فعلى الأهل أن يتحدثوا مع طفلهم عن كل ما يشاهده حتى يساعدوه على فهم ما يجري حوله، اما إذا كان التوتر سببه مشكلة اسرية كالإنفصال، فيجب تجنب الحديث عن الطرف الآخر بطريقة سلبية ، فالطلاق حتى وإن تم بشكل ودي سيكون بالتأكيد تجربة صعبة على الطفل لأنه يعني ببساطة أن نظامه الذي كان يعيش فيه بامان سيتزعزع وسيتعرض لتغييرات حادة.
أعراض متعددة للتوتر
ان التوتر والضغوط الكثيرة على الطفل تظهر عليه بطرق متعددة، فهناك طفل قد يكون مرهقا دائما او يكون متقلبا من الناحية المزاجية بالاضافة الي انه قد يشعر برغبته بالجلوس بمفرده ، وهناك اعراض قد يعانيها الطفل وقد تختلف باختلاف عمره، فالطفل الصغير في سن ما قبل المدرسة عادة ما يظهر توتره او شعوره بانه مضغوط عن طريق التعلق الدائم بوالديه وخاصة امه والبكاء كثيرا.
كما انه قد يبدأ في التذمر باستمرار حتى أنه قد يبدأ في اتباع سلوكيات مثل مص الاصابع او الخوف من الظلام. أما الطفل في سن ما قبل المدرسة فيظهر توتره عن طريق قضم اظافره او شعوره بالاحباط عند تعلم المشي او الكلام بالإضافة لآلام البطن وقلة الشهية واضطراب النوم والكوابيس.. ويعاني الطفل من أعراض أخرى تتسم بالخجل الكبير, والانطواء وعدم الثقة بالنفس, المزاج, والخوف من التعرض للنقد أو الإبتعاد عمن حوله, وحين يتعرض الطفل لموقف غير مالوف يثير قلقه فيحاول تجنب هذا الموقف إما بنوبة غضب عنيفة أو بالتسمر في مكانه ليعطي انطباعاً بأنه طفل عنيد لا يصغي للكلام .
وبالنسبه للطفل ما بين ستة اعوام و11 عاما فانه يستطيع التعبير بالكلام عن مشاعره ومشاكله ولكن افعاله ايضا ستكون تعبيرا جيدا عن حالته النفسية. وعادة فان الطفل في تلك المرحلة العمريه قد يشعر بالام المعدة وبالصداع بسبب توتره والضغوط التي يعاني منها. واحيانا قد تجعل الضغوطات الطفل لا يتنفس بسهولة ويضغط علي اسنانه اثناء النوم الي جانب ان شهيته تقل ويعاني من اضطرابات في النوم مع ضعف في المناعة.
وقد يجعل التوتر الطفل يظهر بعض السلوكيات السلبية مثل الكذب والتنمر والغضب والسلوك العنيف والدخول في شجارات. كما ان الطفل في تلك المرحلة اذا كانت لديه الكثير من الضغوط ويشعر بالتوتر فانه سيبدأ في فقد اهتمامه بالانشطة المدرسية وكل ما هو متعلق بالمدرسة
اما بالنسبه للمراهقين فان حياتهم تكون اكثر تعقيدا ولذلك فان التوتر عندهم يكون اكثر من التوتر عند المراحل العمرية الاخرى. ويجب ان تعلمي ان ابنك المراهق اذا شعر بالتوتر فان مزاجه سيكون متقلبا وسيكون محرجا من مشاركة مشاكله مع عائلته او اصدقائه. كما ان التوتر عند المراهق قد يجعله يفقد ثقته بنفسه.
ويجب التفريق بين القلق الحقيقي الذي يصاب به الأطفال, وبين المنغصات الطبيعية التي قد تزعج الطفل ولا تندرج تحت القلق المرضي, فبالنسبة للطفل الرضيع الذي لم يتجاوز الثمانية أشهر قد يزعجه الصوت العالي أو وجود الغرباء, ويتأثر الطفل في فترة ما قبل المدرسة بالحكايات والقصص التي تتكلم عن مخلوقات خيالية كالغول والعفاريت.
حلول لنبذ التوتر
يجب مساعدة الطفل على مقاومة هذا الشعور وتوفير أجواء مريحة بالبيت والمدرسة ، والاستماع الدائم لشكواه وإغداقه بالحب والاهتمام والحضن، ومساعدته على تقسيم وقته والتعامل مع مسؤولياته المختلفة خاصة في سن المدرسة حتى يُخفف من حدة التوتر الذي يشعر به. وبشكل عام فإن توتر الأطفال لا يدوم طويلا ولكنه يمكن أن يستمر إذا لم يتم احتواؤه واستيعابه بشكل جيد ، وقد يؤدي اهمال هذه المشكلة إلى خلق شخصية منعزلة، قاسية ومعقدة، كارهة للمجتمع والناس ، فحاولي عزيزتي الأم تجنب أن يصل طفلك لهذا الحد نتيجة التوتر والقلق، وإذا ما استمرت الحالة وساءت فيفضل استشارة اخصائيين في التربية لأعطاء حلول ناجعة لهذه المشكلة.